أنواع الكشوف الجغرافية

أنواع الكشوف الجغرافية

تعد حركة الكشوف الجغرافية إحدى الرحلات التي قام بها الأوروبيون لاستكشاف العالم الجديد واستغلال موارده، وقد أسفرت هذه الحركة عن العديد من النتائج المهمة التي أثرت بشكل كبير على حياة أوروبا والعالم في العصر الحديث. ولقد ساهم الاتصال بين أوروبا والعالم الجديد في تقدم المعارف والعلوم، حيث فتحت الكشوف الجغرافية آفاقًا واسعة أمام العلماء لإجراء مزيد من البحث العلمي، وترتب على ذلك تعديل كثير من النظريات التي سادت في أوروبا في العصور الوسطى وظهور نظريات جديدة تدعو إلى حرية البحث واستخدام المنهج العلمي القائم على التجربة.

ومن المؤكد أن الكشوف الجغرافية أسهمت في إضفاء العديد من التحولات على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في أوروبا، حيث أدت إلى اكتشاف مصادر جديدة للثروة وتوسيع نطاق التجارة الدولية وتعزيز الاتصالات بين الحضارات المختلفة. وبهذا الصدد، فإن الكشوف الجغرافية لها أهمية كبيرة في تاريخ الإنسانية وتعدّ إرثًا عظيمًا للجيل الحالي والأجيال القادمة.

ومن أنواع الكشوف الجغرافية:

*** كشوف برتغالية

في بداية القرن الخامس عشر، نجح الملاحون البرتغاليون في استكشاف سواحل غرب أفريقيا، وأسسوا مراكز وقلاعاً حربية وتجارية. وحققت البرتغال أرباحًا هائلة عن طريق نقل الأفارقة إلى أوروبا وبيعهم في أسواق العبيد. وتوالت الرحلات عامًا بعد عام، حتى وصل الملاح البرتغالي دياز إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا عام 1488م. وقليلٌ بعد ذلك، بالضبط في عام 1497م، عبر فيسكو دا غاما رأس الرجاء الصالح والتقى بالملاح العماني أحمد بن ماجد الذي أوصاه بالذهاب جنوب غرب الهند. كما تمكن البرتغاليون في نفس العام من اكتشاف البرازيل عن طريق الملاح فيسبوتشي، وهو ما فتح باب الاستعمار الجشع. كل هذه الكشوف كان لها تأثير بارز في تاريخ العالم وأسهمت في تطور العلوم والمعارف، وشجعت على استخدام المنهج العلمي القائم على التجربة.

****كشوف أسبانية

بفضل قيادة القبطان الإسباني “كريستوفر كولومبوس”، نجحوا في الوصول إلى إحدى جزر البهاما في البحر الكاريبي التي أطلقوا عليها اسم “سان سلفادور”، ثم غادروها ليمروا بعد ذلك على جزيرتي كوبا وهايتي، حاملين معهم أنواعاً مختلفة من الطيور والحيوانات والمنتجات الزراعية، بالإضافة إلى العديد من سكان أمريكا الوسطى. ومن جانب آخر، تمكن أمريكو فسبوتشي من الوصول إلى سواحل أمريكا الجنوبية وسميت باسمه “أمريكا”، كما نجح الإسبان أيضاً بفضل الملاح “ماجلان” في اجتياز الطرف الجنوبي من أمريكا الجنوبية، والوصول إلى المحيط الهادي، ومن ثم إلى جزر الفلبين… وهكذا تواصل الإسبان استكشافهم للعالم واكتشافهم لمساحات جديدة.

*****كشوف فرنسية
بعد ذلك، قام الفرنسيون باللحاق بسباق الاستكشاف الجغرافي، حيث اتجه ملاحوهم إلى أمريكا الشمالية، حيث أسسوا مدينتي “كيبيك” و”مونتريال” في كندا.

***** كشوف إنجليزية

بعد نجاح المحاولات البرتغالية والإسبانية في الكشف عن أراضي جديدة، تحفز البريطانيون على مواصلة هذه الرحلات. وقاد المستكشف “جون كابوت” الفريق البريطاني في اكتشاف أستراليا، بينما قام البريطانيون بعد ذلك بتوجيه اهتمامهم نحو أمريكا الشمالية والوسطى، وأسسوا شركة شرق الهند الإنجليزية التي ساعدتهم على السيطرة على الهند وتحقيق إنجازات مهمة في مجال الاستكشاف.